أعلن كصحفي يحترم مهنته أن ما يحدث في عالم الصحافة الرقمي، لا يعبر عن جوهر الصحافة، الذي تعلمناه عبر سنوات عملنا في مهنة البحث عن المتاعب، وأن ثقافة "التريند" مُدخل ضمن مدخلات السوشيال ميديا أو ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أسيئ استخدامه إلى الحد الذي تجاوز كل الحدود، حتى خاض في الأعراض وألحق الضرر بالمجتمع.
لا اعتقد أن من روج إلى ثقافة التريند ينتمي إلى الصحافة بأشكالها وتكويناتها وقوالبها الرصينة، التي أعتدناها -إنما هو شخص بلا ضمير- يتعامل مع الأشياء دون حس أو تقدير للمواقف، وهو بالأحرى شخص "سوشيالجي"، لا يعرف كثيرا عن الأعراف والتقاليد المجتمعية، المنهي عن تناولها في الإعلام، وتتعارض بشكل كبير مع رسالاتنا السماوية، التي تدعو إلى الستر لا الفضح.
من هنا أوجه اللوم والعتاب إلى الزميل مدير التحرير أو رئيس التحرير أو مدير المحتوى "مسؤول النشر"، الذي مرر مثل هذه المواد عبر منصاتنا الإعلامية والصحفية، دون مراعاة قواعد المهنية التي تربى عليها - وأزعم أنه قد حصّل منها الكثير- لكن يبدو أنه ركب "الترافيك"، واعتقد بذلك أنه قد ركب بساط الريح، ليصل إلى العالمية بفيديو أو محتوى شهّر فيه ونال من أعراض الناس.
ربما كإنسان لا اتفق مع الفعل الموجود بالمحتوى الذي أصبح تريند، ولكن إنسانيتي تحتم عليّ أيضا، أن أستر ولا انتهك الأعراض والخصوصيات، وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وما تعلمته عبر سنوات ليست بالقليلة في مجال الإعلام.
وعليه.. أدعو كل مسؤولي الصحافة والإعلام وأخص بالذكر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئتين الوطنية للصحافة والإعلام، ولجنتي الثقافة والإعلام بمجلسي النواب والشيوخ إلى تغليظ وتشديد عقوبة نشر أي محتوى، ينتهك الأعراض، ويتدخل في خصوصيات الناس، ويتناول عورات المجتمع، بهدف إشاعة الفتنة.
تعليقات